القدود الحلبية
هي أغنيات شعبية تناقلتها الألسن من جيل الى جيل دون أن يعرف ناظمها أو ملحنها وأصلالقدود من الأغنيات الدينية التي كانت تغنى في الحلقات والأذكار. ثم جاء من بدلكلماتها الدينية بكلمات غزلية، مع الحفاظ على اللحن كما هو. وشاعت الأغنيات الجديدةفي الأفراح والأعراس.
وسميت الأغنياتالجديدة بالقد. لأن لها لحناً على قد «قياس» اللحن القديم والكلمات على وزن الكلماتالقديمة، مع اختلاف المضمون فقيل هذه الأغنية قد تلك الأغنية، وشاعت كلمة القدودومن أمثلة القدود الحلبية قد «تحت هودجها وتعانقنا/ صار ضرب سيوف يا ويل حالي». وهومأخوذ عن الأغنية الدينية التي تقول: «يا إمام الرسل يا سندي/أنت باب الله معتمدي» الموشحات الحلبية اشتهرت حلب بفن الموشح. واتخذ فيها شكل جديد يختلف فيه عن الموشحالأندلسي سواء من ناحية البنية اللحنية أو البناء الشعري. وقد روعي في تلحينالموشحات الحلبية أن تكون ألحانها بسيطة، حتى يسهل تداولها. وبذلك يمكن أن تندرج فينطاق الغناء الشعبي الراقي. وبرز في حلب ملحنون كبار للموشح، يقف في مقدمتهم عمرالبطش الذي أبدع نحو مئة وثلاثين موشحاً، هي من أجمل ما عرفه فن الموشح العربي. ومنموشحات عمر البطش «يا عربياً»، «حسنك النشوان»، «يمر عجباً ويمضي»، «مبرقع الجمال» وغيرها... ومن مبدعي الموشحات في حلب الشيخ علي الدرويش وأولاده نديم وابراهيمومصطفى. وفي الواقع فإن علي الدرويش له فضل كبير في حفظ التراث الغنائي العربي منالضياع، حينما دون وسجل الكثير منه وفي مقدمتها النوبات الأندلسية. ومن الذين لحنواالموشحات في حلب عبد القادر حجار، ابراهيم جودت، بكري الكردي وغيرهم... رقص السماحويرتبط ارتباطاً وثيقاً بالموشحات رقص السماح الذي هو بحق من أهم ملامح حلب الفنية. وعرفته حلب وحدها دون بقية المحافظات السورية وعرفته دمشق بعد أن نقله إليها عمرالبطش أواخرالأربعينات من القرن الماضي بجهود من فخري البارودي. ورقص السماح فيالأصل رقص ديني يؤديه الرجال فقط في الحلقات والأذكار. وهناك خلاف في سبب تسمية رقصالسماح بهذا الاسم فيقال ان رجال الدين سمحوا به لبعده عن الخلاعة والمجون، ويقالأيضاً ان أصله أندلسي. وهناك رأي ثالث يقول ان أعضاء فرقة السماح كانوا يستأذنونشيخ الطريقة أو رئيس حلقة الذكر ليؤديه، فيسمح لهم ومن هنا جاءت التسمية. أما مبتكررقص السماح فهو الشيخ عقيل المنبجي «نسبة الى بلدة منبج» المتوفى عام 055هجري وهورقص إيقاعي تصاحبه الموشحات. وقد تحول فيما بعد الى رقص دنيوي بمشاركة الشبابوالبنات . ولكل رقصة موشح خاص حسب سرعتها أو بطئها.وراقصو السماح يرتدون الازياءالشعبية الحلبية مثل القمباز او الصدرية والميتان والشروال ويشدون على وسطهم الشال،مع الحذاء الحلبي الاحمر. اما النساء فيرتدين الالبسة الحريرية الفضفاضة مع الطرحةعلى الرأس . وتكون الوانها زاهية ومزركشة بتطريز (الاغباني). ولعمر البطش فضل كبيرفي تطوير رقص السماح،حتى وصل اليه شكله الجميل الحالي. فقد لحن موشحات خاصةللسماح،كما ابتكر وصلات مشبكة من رقص السماح من مقامات الراست والحجاز والبيات،لميسبقه احد اليها. وكما ذكرت، فقد نقل البطش رقص السماح الى دمشق،عندما قام بتعليم /42/ بنتا وشابا من طلاب جامعة دمشق ،وقدموا حفلة منه على مدرج جامعة دمشق،ثم اعادالكرة ثانية مع طالبات مدرسة دوحة الادب. اسق العطاش فاصل (اسق العطاش) لوحة غنائيةحلبية رائعة. جادت به قرائح الاجداد الحلبيون.وهو شاهد حي على ما كان يتمتع بهاولئك الاجداد من رقة الشعور وسلامة الذوق وعلو المنزلة في فن النظم والتلحين. وفاصل (اسق العطاش) عمل غنائي تراثي ابتهالي الى الله عز وجل،لينزل الامطار علىعباده. ويقال ان قحطا شديدا اصاب حلب،واحتبست الامطار ذات سنة.فتجمع اهل حلب،وأخذوايبتهلون الى الله لينزل عليهم المطر مرددين عبارة. ياذا العطا...ياذا الـــــوفاياذا الرضا...ياذا السخا اسق العطــــــاش تكرما يبدأ الفاصل بالحان من مقامالحجاز،نغمة التضرع والاستغاثة، ثم يبدأ المنشد بارتجال عدد من الابيات الشعريةالفصيحة التي فيها ابتهال الى الله،يطلب فيه الصفح والغفران عما اقترف منذنوب.وتقول الابيات. مولاي اجفاني جفاهن الكرى والشوق لا عجه بقلبي خيما مولاي ليعمل ولكن موجب لعقوبتي فاحنن علي تكرما واجل صدا قلبي بصفو محبة يا خير من اعطىالجزاء وانعما وبعد هذه الابيات يتضمن فاصل (اسق العطاش) مجموعة بديعة من الاناشيدوالقصائد والادوار المتنوعة الاوزان والقوافي والنغمات، وتصل مدته الى اكثر من ساعةوقدم الفاصل اكثر من مطرب وليس بشكل مجزوء وليس كاملا. ومن الذين غنوه المطربالفلسطيني محمد غازي والمطرب الحلبي محمد خيري. الا ان المطرب الكبير قدمه كاملا مععدد من المطربين وتم تسجيله على اسطوانة عام 0891. كما قام الفنان اللبناني الراحلتوفيق الباشا بتقديمه ضمن لوحة بعد ان اعاد توزيعه موسيقيا....
****************************************************
ويمكن تمييز نوعين من القدود:
الأول:هو الشعبي وهو عبارة عن منظومات غنائية متوارثة عن الأجداد، والقسمالأكبر منها لا يُعرف كاتبه أو ملحنه مثل أغاني “عموري” و”يا حنينة” و”برهو” و”ربيتك زغيرون” و”يا ميمتي”، ومنها ما هو معروف مثل “يا طيرة طيري يا حمامة” لأبيخليل القباني و”سيبوني يا ناس” لسيد درويش و”الفل والياسمين” من ألحان صبري الجريديو”نويت أسيبك” للملحن كميل شمبير.
والنوع الثاني :هو القد الموشح وعادة يكونمبنياً على نظام الموشح المعروف من حيث الشكل الفني، وما يميزه عن الموشح المتكامل،هو الصياغة اللحنية التي تأخذ في الأول طابع القدود وفي الثاني طابع الموشح، وفيكليهما تظهر النكهة المحلية التي ترتكز على الخصوصية في تناول النغمةالموسيقية.
الصياغات الجديدة: وحول تعريف القد ونشأته، يقول عيسى فياض مدرّسالموسيقا ومدير فرقة إحياء التراث التي تأسست عام ،1979 وقدمت خلال رحلتها الفنيةالعشرات من القدود المنسية والأعمال الفنية الأصيلة: “فن القدود نشأ كضرورة ثقافيةوفنية في أواخر القرن الثامن عشر، وهو عبارة عن صياغات جديدة لكلمات مرتكزة علىثلاثة مصادر أساسية:
الموشحات والأناشيد الدينية المتداولة في الموالد والأذكار،والأغاني والموشحات الأعجمية التركية والفارسية على وجه الخصوص، والأغاني الشعبيةوالفولكلورية والتراثية ذات السوية الشعرية المبسطة. ولاحظ الشعراء والموسيقيون أنبعض تلك المصادر تتمتع بألحان جميلة يجب الحفاظ عليها وتداولها ونقلها عبر الأزمنة،ولكي يتمكنوا من غنائها في مجالس الأنس والسمر عمدوا إلى استبدال كلماتها بكلماتشعرية جديدة على “قد” الكلمات الأساسية، مع الحفاظ على اللحن الأصلي، لذلك سُميالواحد منها “قداً” وجمعها قدود. أما من الناحية الموسيقية فالقد ليس قالباًموسيقياً بحد ذاته، لكنه يأخذ شكل القالب الأساسي الذي نشأ منه، سواء كان موشحاً أوطقطوقة أو أغنية، لذلك اشتهرت القدود بأسماء مؤلفيها وليس بأسماء ملحنيها المجهولينعلى الغالب، إذ ألّف القدود شعراء لكنهم يمتلكون ذائقة موسيقية جيدة، ومنهم من كانموسيقياً أيضاً”.
وعن أهم وأقدم وثيقة تحدد نشأة القدود في سوريا، يقول فياض: أقدم وثيقة تاريخية لنشأة فن القدود هي ديوان الشاعر أمين الجندي (1766 1841م) الذي قال عنه المؤرخ جرجي زيدان: “الشيخ أمين الجندي هو شاعر القرن الثامن عشر بلامنازع”، وقال عنه أستاذه العلامة عمر اليافي: “اذهب فأنت أشعر أهل الغرام”. ويتضمنديوان الجندي الذي طُبع في مطبعة المعارف ببيروت عام 1321ه، مجموعة من الأبواب فيالقصائد، كما تضمّن باب القدود عدداً كبيراً منها مفصّلة وفق مصادرها الأساسيةوأنغامها وإيقاعاتها.
عهود متعاقبة:
عن سبب ارتباط هذه القدود بحلب رغم أن نشأتها حمصية يقول عبد الفتاح قلعجي: “حفظت حلب، بحكم مركزها السياسي والديني والتجاري والفني، خلال العهود الزمنية المتعاقبة أغانيها وأغاني ريفها وأغاني الجاليات وبقايا الشعوب التي استوطنتها، أو مرت بها، لأنها كانت على مرّ العصور مدرسة للغناء الأصيل، وهذا الجانب لا يمكن تجاهله، وتعتبر حلب رائدة الموشحات بين المدن السورية، وهذا الفن الشعري والغنائي انتقل إليها من الأندلس مباشرةً، وأهم الموشحات من الناحية الموسيقية ثلاثة: الأندلسية والمصرية والحلبية المتداولة حتى الآن، أما الموشحات التي انتقلت من الأندلس إلى عرب شمال إفريقيا والمغرب والجزائر وتونس، فلم تتعرّض للتطوير، وقُدّمت كما هي تماماً، لذلك سُمي هذا النوع المالوف، أي المألوف”.
وعن تطور هذا التراث في حلب بشكل متتابع مما جعله منسوباً إلى هذه المدينة، يقول الملحن إبراهيم جودت: “وجد هذا الفن الاهتمام الكبير في حلب وانتشر بشكل واسع في المناسبات والاحتفالات الخاصة والعامة، وتحول إلى فولكلور غنائي أساسي، في حين بقي الغناء في مدينة حمص مقتصراً على الجلسات البيتية الخاصة والنزهات التي كانت تُقام على ضفاف نهر العاصي، كما ساهم في انتشار القد في حلب وجود الإذاعة السورية في أوائل القرن الماضي التي رعت العديد من المطربين الحلبيين، ومنهم صباح فخري ومحمد خيري ومصطفى ماهر ومها الجابري وحسن الحفار، وكلهم غنوا هذا القالب بكثرة. واكتسبت القدود شهرتها من خلال مجموعة من الأصوات المهمة، فعرفت هذه المدينة كيف تصون هذا التراث الغنائي حتى وقتنا. وكان للموسيقيين الحلبيين مساهمة كبيرة في ترسيخ هذا الفن وتحقيق استمراريته، لكن هناك مغالطات وأخطاء فنية موسيقية شائعة تحت اسم “القدود الحلبية”، حيث يُغنى العديد من الموشحات الأندلسية والمصرية والشامية، وكذلك بعض الأدوار والطقاطيق المصرية والأغاني الشعبية المتداولة، تحت اسم القدود الحلبية”.
ولكن لماذا لم تتمكن مدينة حمص من المحافظة على هذا اللون الغنائي؟ يقول عيسى فياض: “كان لمدينة حمص دور كبير في الحفاظ على القدود، وخاصة قدود الشيخ أمين الجندي التي لا يزال بعضها يُغنى حتى الآن في جلسات الموالد والأذكار في حمص، وبالتالي استطعنا التعرف إلى فن الغناء في القرن الثامن عشر، أي قبل ظهور الأسطوانة وآلات التسجيل، من خلال انتقال هذه الأغاني من جيل إلى جيل، ولابد أيضاً من الإشارة إلى بعض الشعراء والموسيقيين الحمصيين الذين ساروا على نهج الشيخ أمين الجندي في تأليف القدود، ومنهم عبد الهادي الوفائي الذي ألّف ولحَّن ما يقارب مائة موشح ضاع أكثرها لأنها لم توثق في أشرطة، ومحمد خالد الشلبي الذي قدّم العديد من القدود منها “علموا المحبوب هجري” و”يا باهي الشيم”، وأبو الخير الجندي الذي قدّم قدوداً كثيرة منها “كووا الألباب بالميل” و”خال الخُديد قد نمَّ”، ولكن هذه قدوداً افتقدت الأصوات المحلية المشهورة والقادرة بالتالي على غنائها ونقلها إلى الناس مما أفقدها الانتشار الواسع الذي تحقق في حلب لهذه الأنواع التراثية......
هي أغنيات شعبية تناقلتها الألسن من جيل الى جيل دون أن يعرف ناظمها أو ملحنها وأصلالقدود من الأغنيات الدينية التي كانت تغنى في الحلقات والأذكار. ثم جاء من بدلكلماتها الدينية بكلمات غزلية، مع الحفاظ على اللحن كما هو. وشاعت الأغنيات الجديدةفي الأفراح والأعراس.
وسميت الأغنياتالجديدة بالقد. لأن لها لحناً على قد «قياس» اللحن القديم والكلمات على وزن الكلماتالقديمة، مع اختلاف المضمون فقيل هذه الأغنية قد تلك الأغنية، وشاعت كلمة القدودومن أمثلة القدود الحلبية قد «تحت هودجها وتعانقنا/ صار ضرب سيوف يا ويل حالي». وهومأخوذ عن الأغنية الدينية التي تقول: «يا إمام الرسل يا سندي/أنت باب الله معتمدي» الموشحات الحلبية اشتهرت حلب بفن الموشح. واتخذ فيها شكل جديد يختلف فيه عن الموشحالأندلسي سواء من ناحية البنية اللحنية أو البناء الشعري. وقد روعي في تلحينالموشحات الحلبية أن تكون ألحانها بسيطة، حتى يسهل تداولها. وبذلك يمكن أن تندرج فينطاق الغناء الشعبي الراقي. وبرز في حلب ملحنون كبار للموشح، يقف في مقدمتهم عمرالبطش الذي أبدع نحو مئة وثلاثين موشحاً، هي من أجمل ما عرفه فن الموشح العربي. ومنموشحات عمر البطش «يا عربياً»، «حسنك النشوان»، «يمر عجباً ويمضي»، «مبرقع الجمال» وغيرها... ومن مبدعي الموشحات في حلب الشيخ علي الدرويش وأولاده نديم وابراهيمومصطفى. وفي الواقع فإن علي الدرويش له فضل كبير في حفظ التراث الغنائي العربي منالضياع، حينما دون وسجل الكثير منه وفي مقدمتها النوبات الأندلسية. ومن الذين لحنواالموشحات في حلب عبد القادر حجار، ابراهيم جودت، بكري الكردي وغيرهم... رقص السماحويرتبط ارتباطاً وثيقاً بالموشحات رقص السماح الذي هو بحق من أهم ملامح حلب الفنية. وعرفته حلب وحدها دون بقية المحافظات السورية وعرفته دمشق بعد أن نقله إليها عمرالبطش أواخرالأربعينات من القرن الماضي بجهود من فخري البارودي. ورقص السماح فيالأصل رقص ديني يؤديه الرجال فقط في الحلقات والأذكار. وهناك خلاف في سبب تسمية رقصالسماح بهذا الاسم فيقال ان رجال الدين سمحوا به لبعده عن الخلاعة والمجون، ويقالأيضاً ان أصله أندلسي. وهناك رأي ثالث يقول ان أعضاء فرقة السماح كانوا يستأذنونشيخ الطريقة أو رئيس حلقة الذكر ليؤديه، فيسمح لهم ومن هنا جاءت التسمية. أما مبتكررقص السماح فهو الشيخ عقيل المنبجي «نسبة الى بلدة منبج» المتوفى عام 055هجري وهورقص إيقاعي تصاحبه الموشحات. وقد تحول فيما بعد الى رقص دنيوي بمشاركة الشبابوالبنات . ولكل رقصة موشح خاص حسب سرعتها أو بطئها.وراقصو السماح يرتدون الازياءالشعبية الحلبية مثل القمباز او الصدرية والميتان والشروال ويشدون على وسطهم الشال،مع الحذاء الحلبي الاحمر. اما النساء فيرتدين الالبسة الحريرية الفضفاضة مع الطرحةعلى الرأس . وتكون الوانها زاهية ومزركشة بتطريز (الاغباني). ولعمر البطش فضل كبيرفي تطوير رقص السماح،حتى وصل اليه شكله الجميل الحالي. فقد لحن موشحات خاصةللسماح،كما ابتكر وصلات مشبكة من رقص السماح من مقامات الراست والحجاز والبيات،لميسبقه احد اليها. وكما ذكرت، فقد نقل البطش رقص السماح الى دمشق،عندما قام بتعليم /42/ بنتا وشابا من طلاب جامعة دمشق ،وقدموا حفلة منه على مدرج جامعة دمشق،ثم اعادالكرة ثانية مع طالبات مدرسة دوحة الادب. اسق العطاش فاصل (اسق العطاش) لوحة غنائيةحلبية رائعة. جادت به قرائح الاجداد الحلبيون.وهو شاهد حي على ما كان يتمتع بهاولئك الاجداد من رقة الشعور وسلامة الذوق وعلو المنزلة في فن النظم والتلحين. وفاصل (اسق العطاش) عمل غنائي تراثي ابتهالي الى الله عز وجل،لينزل الامطار علىعباده. ويقال ان قحطا شديدا اصاب حلب،واحتبست الامطار ذات سنة.فتجمع اهل حلب،وأخذوايبتهلون الى الله لينزل عليهم المطر مرددين عبارة. ياذا العطا...ياذا الـــــوفاياذا الرضا...ياذا السخا اسق العطــــــاش تكرما يبدأ الفاصل بالحان من مقامالحجاز،نغمة التضرع والاستغاثة، ثم يبدأ المنشد بارتجال عدد من الابيات الشعريةالفصيحة التي فيها ابتهال الى الله،يطلب فيه الصفح والغفران عما اقترف منذنوب.وتقول الابيات. مولاي اجفاني جفاهن الكرى والشوق لا عجه بقلبي خيما مولاي ليعمل ولكن موجب لعقوبتي فاحنن علي تكرما واجل صدا قلبي بصفو محبة يا خير من اعطىالجزاء وانعما وبعد هذه الابيات يتضمن فاصل (اسق العطاش) مجموعة بديعة من الاناشيدوالقصائد والادوار المتنوعة الاوزان والقوافي والنغمات، وتصل مدته الى اكثر من ساعةوقدم الفاصل اكثر من مطرب وليس بشكل مجزوء وليس كاملا. ومن الذين غنوه المطربالفلسطيني محمد غازي والمطرب الحلبي محمد خيري. الا ان المطرب الكبير قدمه كاملا مععدد من المطربين وتم تسجيله على اسطوانة عام 0891. كما قام الفنان اللبناني الراحلتوفيق الباشا بتقديمه ضمن لوحة بعد ان اعاد توزيعه موسيقيا....
****************************************************
ويمكن تمييز نوعين من القدود:
الأول:هو الشعبي وهو عبارة عن منظومات غنائية متوارثة عن الأجداد، والقسمالأكبر منها لا يُعرف كاتبه أو ملحنه مثل أغاني “عموري” و”يا حنينة” و”برهو” و”ربيتك زغيرون” و”يا ميمتي”، ومنها ما هو معروف مثل “يا طيرة طيري يا حمامة” لأبيخليل القباني و”سيبوني يا ناس” لسيد درويش و”الفل والياسمين” من ألحان صبري الجريديو”نويت أسيبك” للملحن كميل شمبير.
والنوع الثاني :هو القد الموشح وعادة يكونمبنياً على نظام الموشح المعروف من حيث الشكل الفني، وما يميزه عن الموشح المتكامل،هو الصياغة اللحنية التي تأخذ في الأول طابع القدود وفي الثاني طابع الموشح، وفيكليهما تظهر النكهة المحلية التي ترتكز على الخصوصية في تناول النغمةالموسيقية.
الصياغات الجديدة: وحول تعريف القد ونشأته، يقول عيسى فياض مدرّسالموسيقا ومدير فرقة إحياء التراث التي تأسست عام ،1979 وقدمت خلال رحلتها الفنيةالعشرات من القدود المنسية والأعمال الفنية الأصيلة: “فن القدود نشأ كضرورة ثقافيةوفنية في أواخر القرن الثامن عشر، وهو عبارة عن صياغات جديدة لكلمات مرتكزة علىثلاثة مصادر أساسية:
الموشحات والأناشيد الدينية المتداولة في الموالد والأذكار،والأغاني والموشحات الأعجمية التركية والفارسية على وجه الخصوص، والأغاني الشعبيةوالفولكلورية والتراثية ذات السوية الشعرية المبسطة. ولاحظ الشعراء والموسيقيون أنبعض تلك المصادر تتمتع بألحان جميلة يجب الحفاظ عليها وتداولها ونقلها عبر الأزمنة،ولكي يتمكنوا من غنائها في مجالس الأنس والسمر عمدوا إلى استبدال كلماتها بكلماتشعرية جديدة على “قد” الكلمات الأساسية، مع الحفاظ على اللحن الأصلي، لذلك سُميالواحد منها “قداً” وجمعها قدود. أما من الناحية الموسيقية فالقد ليس قالباًموسيقياً بحد ذاته، لكنه يأخذ شكل القالب الأساسي الذي نشأ منه، سواء كان موشحاً أوطقطوقة أو أغنية، لذلك اشتهرت القدود بأسماء مؤلفيها وليس بأسماء ملحنيها المجهولينعلى الغالب، إذ ألّف القدود شعراء لكنهم يمتلكون ذائقة موسيقية جيدة، ومنهم من كانموسيقياً أيضاً”.
وعن أهم وأقدم وثيقة تحدد نشأة القدود في سوريا، يقول فياض: أقدم وثيقة تاريخية لنشأة فن القدود هي ديوان الشاعر أمين الجندي (1766 1841م) الذي قال عنه المؤرخ جرجي زيدان: “الشيخ أمين الجندي هو شاعر القرن الثامن عشر بلامنازع”، وقال عنه أستاذه العلامة عمر اليافي: “اذهب فأنت أشعر أهل الغرام”. ويتضمنديوان الجندي الذي طُبع في مطبعة المعارف ببيروت عام 1321ه، مجموعة من الأبواب فيالقصائد، كما تضمّن باب القدود عدداً كبيراً منها مفصّلة وفق مصادرها الأساسيةوأنغامها وإيقاعاتها.
عهود متعاقبة:
عن سبب ارتباط هذه القدود بحلب رغم أن نشأتها حمصية يقول عبد الفتاح قلعجي: “حفظت حلب، بحكم مركزها السياسي والديني والتجاري والفني، خلال العهود الزمنية المتعاقبة أغانيها وأغاني ريفها وأغاني الجاليات وبقايا الشعوب التي استوطنتها، أو مرت بها، لأنها كانت على مرّ العصور مدرسة للغناء الأصيل، وهذا الجانب لا يمكن تجاهله، وتعتبر حلب رائدة الموشحات بين المدن السورية، وهذا الفن الشعري والغنائي انتقل إليها من الأندلس مباشرةً، وأهم الموشحات من الناحية الموسيقية ثلاثة: الأندلسية والمصرية والحلبية المتداولة حتى الآن، أما الموشحات التي انتقلت من الأندلس إلى عرب شمال إفريقيا والمغرب والجزائر وتونس، فلم تتعرّض للتطوير، وقُدّمت كما هي تماماً، لذلك سُمي هذا النوع المالوف، أي المألوف”.
وعن تطور هذا التراث في حلب بشكل متتابع مما جعله منسوباً إلى هذه المدينة، يقول الملحن إبراهيم جودت: “وجد هذا الفن الاهتمام الكبير في حلب وانتشر بشكل واسع في المناسبات والاحتفالات الخاصة والعامة، وتحول إلى فولكلور غنائي أساسي، في حين بقي الغناء في مدينة حمص مقتصراً على الجلسات البيتية الخاصة والنزهات التي كانت تُقام على ضفاف نهر العاصي، كما ساهم في انتشار القد في حلب وجود الإذاعة السورية في أوائل القرن الماضي التي رعت العديد من المطربين الحلبيين، ومنهم صباح فخري ومحمد خيري ومصطفى ماهر ومها الجابري وحسن الحفار، وكلهم غنوا هذا القالب بكثرة. واكتسبت القدود شهرتها من خلال مجموعة من الأصوات المهمة، فعرفت هذه المدينة كيف تصون هذا التراث الغنائي حتى وقتنا. وكان للموسيقيين الحلبيين مساهمة كبيرة في ترسيخ هذا الفن وتحقيق استمراريته، لكن هناك مغالطات وأخطاء فنية موسيقية شائعة تحت اسم “القدود الحلبية”، حيث يُغنى العديد من الموشحات الأندلسية والمصرية والشامية، وكذلك بعض الأدوار والطقاطيق المصرية والأغاني الشعبية المتداولة، تحت اسم القدود الحلبية”.
ولكن لماذا لم تتمكن مدينة حمص من المحافظة على هذا اللون الغنائي؟ يقول عيسى فياض: “كان لمدينة حمص دور كبير في الحفاظ على القدود، وخاصة قدود الشيخ أمين الجندي التي لا يزال بعضها يُغنى حتى الآن في جلسات الموالد والأذكار في حمص، وبالتالي استطعنا التعرف إلى فن الغناء في القرن الثامن عشر، أي قبل ظهور الأسطوانة وآلات التسجيل، من خلال انتقال هذه الأغاني من جيل إلى جيل، ولابد أيضاً من الإشارة إلى بعض الشعراء والموسيقيين الحمصيين الذين ساروا على نهج الشيخ أمين الجندي في تأليف القدود، ومنهم عبد الهادي الوفائي الذي ألّف ولحَّن ما يقارب مائة موشح ضاع أكثرها لأنها لم توثق في أشرطة، ومحمد خالد الشلبي الذي قدّم العديد من القدود منها “علموا المحبوب هجري” و”يا باهي الشيم”، وأبو الخير الجندي الذي قدّم قدوداً كثيرة منها “كووا الألباب بالميل” و”خال الخُديد قد نمَّ”، ولكن هذه قدوداً افتقدت الأصوات المحلية المشهورة والقادرة بالتالي على غنائها ونقلها إلى الناس مما أفقدها الانتشار الواسع الذي تحقق في حلب لهذه الأنواع التراثية......
خمرة الحب اسقنيها...هم قلبي تنسيني
عيشة لا حب فيها...جدول لا ماء فيه
يا ربة الوجه الصبوح..أنت عنوان الأمل
أسكريني بلثم روحي...خمرة الروح القبل
إن تجودي فصليني....أسوة بالعاشقين
أو تظني فاندبيني....في ظلال الياسمين
للاستماع
http://www.salmiya.net/songs/fkhry/ram/fakry13.ram
البلبل ناغى على غصن الفل.... اه يا شقيق النعماني
قصدي الاقي محبوبي ........ بين الياسمين والريحاني
قلبي تلوع يا بعدي....... بدي طبيب يداويني
دوا الطبيب ما ينفعني ...شوفة حبيبي بتشفيني
اجا الشحاد على باب الدار... قالتلو الحلوة على الله
قللا انا ماني شحاد ......عطيني بوسة دخيل الله
كنا ستة على النبعة.... اجا المحبوب صرنا سبعة
وطلب بوسة ما عطيتو... قللتلو حرام يوم الجمعة
للاستماع
http://www.salmiya.net/songs/fkhry/ram/fakry12.ram
قدك المياس يا عمري ....يا غصين البان كاليسر
انت احلى الناس في نظري ..جل من سواك يا قمري
قدك المياس مد مالك ...لحظك الفتان قتال
الواصل الملك لا لا لا فاقطع الامال وانتظر
انا وحبيبي في جنينة والورد مخيم علينا
قدك المياس يا عمري ....يا غصين البان كاليسر
انت احلى الناس في نظري ..جل من سواك يا قمري
للاستماع
http://www.salmiya.net/songs/fkhry/ram/fakry6.ram
مالك يا حلوة مالك... هو الغرام غير حالك
مالك يا حلوة مالك... هو الغرام غير حالك
فتنوا عليك عذالك... لما رؤوكي بجمالك
انت حياتي وروح قلبي ...بحبك لكن ايه ذنبي
حطي قلبك على قلبي ...داوي حبيبي بوصالو
مالك يا حلوة مالك... هو الغرام غير حالك
مالك يا حلوة مالك... هو الغرام غير حالك
و الله و فتنوا عليك عذالك... لما رؤوكي بجمالك
للاستماع
http://www.salmiya.net/songs/fkhry/ram/fakry4.ram
ابعتلي جواب وطمني ...ولو انو عتاب لا تحرمني
غيابك طال وبستنى......... وقلبك مال تتهنى
غيابك طال وبستنى......... وقلبك مال تتهنى
ان كنت هويت و نستني.. وعليّ جنيت وما راعتني
صبرت عليك ودقت مرار ....وابعت اليك اخبار و اخبار
اتاريك نستني مع الايام ورضيت تفوتني على الالام
ابعتلي جواب جواب جواب جواب و طمني
انا ليّ إله يعرفني .....من حر الآاااه ينصفني
مش قادر اقول انت الجاني....اصبر على طول على أحزاني
ابعتلي جواب .. ابعتلي جواب .. ابعتلي جواب....و طمني
والان : القارصية منين منين ...للاستماع
توضيح لاعضاء صافيتا المهتمين بالحلبيات ...وبعد البحث والتدقيق
القراصية :
نوع من فصيلة الكرز .. بطعم حامض , شديد الحموضة
يؤكل مباشرة لمن يرغب .. لكنه في أغلب الحالات يعالج ويُحوّل
مربّى .. أو يدخل بصناعة بعض الحلويات .. والطبخ
الصورة المرفقة للقارصية

ولنبدأ بروائع القدود ....
ياربة الوجه الصبوح
أنت عنوان الأمل
أسكري باللثمِ روحي
خمرة الروح القبل
إن تجودي .... فصليني
أسوة بالعاشقين
أو تضنّي ... فاندبيني
في ظلال الياسمين
يا الأسمر اللون
يا الأسمراني
تعبان يا قلب خيو
وهواك رماني
يابو عيون وساع
حطيت بقلبي وجاع
بعطيك سبع رباع
من عين رسمالي
لبس قنبازو
شليح قنبازو
دخيل غمازو
هالأسمراني
يابو كمر فضة
وعليش هالبغضة
بعطيك لترضى
من عين حلالي
لبس خاجيتو
شلح خاجيتو
ماني محاكيتو
عمو هالأسمراني
يا طيرا طيري يا حمامة
وانزلي بدمر والهامة
هاتيلي من حبي علامة
ساعة وخاتم ألماس
يكفى عذابي حرام والله
أنا على ديني
جننتيني
وعلى ديني
العشق حرام والله
يا طيرة يا حلوة تعالي
احكيلو عا اللي شغل بالي
قوليلو حبك يحلالي
يا أسمر أبو الخال
واكتبي فوق ترابي
كان حباً لا يخون
لم ينل خمرالرضاب
فاحتسى خمر المنون
انا ليّ إلــه .. يعرفني
من حرّ الآه .. ينصفني
حبيبي على الدنيا إذا غبت وحشة
فيا قمرا قلّي متى أنت طالع
لقد فنيت روحي عليك صبابة
فما أنت يا روح العزيزة صانع
فغيرك إن وافى فما أنا ناظر
إليه وإن نادى فما أنا سامع
................ و
ومن الشباك
لرميلك حالي
من كتر شوقي عليك مابنام ..
آه يا حلو
يا مسليني
يلي بنار الهجر كاويني
إملا المدام يا جميل و اسقيني
من كتر شوقي عليك مابنام
توضيح لاعضاء صافيتا المهتمين بالحلبيات ...وبعد البحث والتدقيق
القراصية :
نوع من فصيلة الكرز .. بطعم حامض , شديد الحموضة
يؤكل مباشرة لمن يرغب .. لكنه في أغلب الحالات يعالج ويُحوّل
مربّى .. أو يدخل بصناعة بعض الحلويات .. والطبخ
الصورة المرفقة للقارصية

ولنبدأ بروائع القدود ....
ياربة الوجه الصبوح
أنت عنوان الأمل
أسكري باللثمِ روحي
خمرة الروح القبل
إن تجودي .... فصليني
أسوة بالعاشقين
أو تضنّي ... فاندبيني
في ظلال الياسمين
يا الأسمر اللون
يا الأسمراني
تعبان يا قلب خيو
وهواك رماني
يابو عيون وساع
حطيت بقلبي وجاع
بعطيك سبع رباع
من عين رسمالي
لبس قنبازو
شليح قنبازو
دخيل غمازو
هالأسمراني
يابو كمر فضة
وعليش هالبغضة
بعطيك لترضى
من عين حلالي
لبس خاجيتو
شلح خاجيتو
ماني محاكيتو
عمو هالأسمراني
يا طيرا طيري يا حمامة
وانزلي بدمر والهامة
هاتيلي من حبي علامة
ساعة وخاتم ألماس
يكفى عذابي حرام والله
أنا على ديني
جننتيني
وعلى ديني
العشق حرام والله
يا طيرة يا حلوة تعالي
احكيلو عا اللي شغل بالي
قوليلو حبك يحلالي
يا أسمر أبو الخال
واكتبي فوق ترابي
كان حباً لا يخون
لم ينل خمرالرضاب
فاحتسى خمر المنون
انا ليّ إلــه .. يعرفني
من حرّ الآه .. ينصفني
حبيبي على الدنيا إذا غبت وحشة
فيا قمرا قلّي متى أنت طالع
لقد فنيت روحي عليك صبابة
فما أنت يا روح العزيزة صانع
فغيرك إن وافى فما أنا ناظر
إليه وإن نادى فما أنا سامع
................ و
ومن الشباك
لرميلك حالي
من كتر شوقي عليك مابنام ..
آه يا حلو
يا مسليني
يلي بنار الهجر كاويني
إملا المدام يا جميل و اسقيني
من كتر شوقي عليك مابنام
اذا ذكرنا كلمة قدود حلبية ...فأول من يخطر ببالنا متميزاً برقصته المشهورة
صباح فخري هو واحد من أشهر الفنانين السوريين. اشتهر بغناء القدود الحلبية والموشحات الأندلسية. ولد في حلب. درس في معهد الموسيقى العربي في حلب ثم في معهد دمشق، الذي تخرج منه عام 1948. سافر إلى مصر ودرس على أيدي كبار ملحنيها. عاد إلى سوريا ليبدأ تقديم الحفلات في حلب، وسرعان ما ذاع صيته في سوريا وانتشر ليعم العالم العربي. قام بعدة رحلات إلى أوروبا والولايات المتحدة. دخل كتاب غينيس للأرقام القياسية عندما قدم حفلة في مدينة كراكاس (فنزويلا) غنى فيها لمدة عشر ساعات متواصلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق